يا ولدي
طفلي .. لا تعاتبني لأني لم أوفر لك في هذا الوقت بالذات كل ما تحتاج .. لا تنظر لي بعينيك البريئتين لتخرق وجداني وتسألني .. لا تعتقد بأن والك قد رسم بصمته لتكون أنت الضحية .. لا تفكّر قط أن والدك دفعك نحو القدر المجهول .. لا تكن حملا أثقل من الجبال، وأمك تساند أبيك بكل ما تملك
ولدي .. اعلَم إن ما يحدث اليوم إنما هو لمستقبلك غداً .. ارفع رأسك عالياً لأن الله اختار والديك لهذه المحنة العظيمة، فليس كل أناس الدنيا كوالديك
قرة عيني .. اعرفُ إنك تنظر إلى أقرانك فهذا عنده .. وهذا يملك .. وأنت في وقت من الأوقات حُرمت من لذة هذه الأشياء .. لا تحزن يا ولدي .. ستعي عندما تكبر بأن والدك قد رسم لك قدر العزة والكرامة بدل أن تطأطأ رأساً منحنياً مجبوراً أمام الذل والهوان
بني .. اتعلم كم والداك يحبانك .. فهم من أجلك مستعدون للفناء وتبقى أنت مرفوع الراس .. كريماً عزيزاً .. فلا تحدثك نفسك يوماً بأن تقصيرا دنيوياً قد يسلبك راحتك في وقت قصير هو من باب أنهم لا يحبوك أو أنهم يمقتوك .. بل بالعكس يا حبيبي .. فأنت الدرّة المكنونة التي يحمدان المولى عزّ وجل مساء ونهار بأنه أعطاهم إياك .. ودمعتك غالية وكل نفس تستنشقه لهو الحياة لهما .. فلا تكن شقوة الدهر عليهم بل رحمة بين أيديهم واحمد الله إنهما والداك
وتأكد في النهاية يا ولدي إن الرزّاق في البداية والختام هو مالك الأرزاق وليس عبيده الضعفاء فكن أقوى من أن تنحني من أجل الدنيا فتفقد كل شي .. فتموت بدل أن تحيا وأنت حيُّ ترزق ..وكن عبداً للجبار .. ولا تعبد الدينار .. تعش عزيزا حر الأحرار
فاطمة حسن
2/4/2011 م
طفلي .. لا تعاتبني لأني لم أوفر لك في هذا الوقت بالذات كل ما تحتاج .. لا تنظر لي بعينيك البريئتين لتخرق وجداني وتسألني .. لا تعتقد بأن والك قد رسم بصمته لتكون أنت الضحية .. لا تفكّر قط أن والدك دفعك نحو القدر المجهول .. لا تكن حملا أثقل من الجبال، وأمك تساند أبيك بكل ما تملك
ولدي .. اعلَم إن ما يحدث اليوم إنما هو لمستقبلك غداً .. ارفع رأسك عالياً لأن الله اختار والديك لهذه المحنة العظيمة، فليس كل أناس الدنيا كوالديك
قرة عيني .. اعرفُ إنك تنظر إلى أقرانك فهذا عنده .. وهذا يملك .. وأنت في وقت من الأوقات حُرمت من لذة هذه الأشياء .. لا تحزن يا ولدي .. ستعي عندما تكبر بأن والدك قد رسم لك قدر العزة والكرامة بدل أن تطأطأ رأساً منحنياً مجبوراً أمام الذل والهوان
بني .. اتعلم كم والداك يحبانك .. فهم من أجلك مستعدون للفناء وتبقى أنت مرفوع الراس .. كريماً عزيزاً .. فلا تحدثك نفسك يوماً بأن تقصيرا دنيوياً قد يسلبك راحتك في وقت قصير هو من باب أنهم لا يحبوك أو أنهم يمقتوك .. بل بالعكس يا حبيبي .. فأنت الدرّة المكنونة التي يحمدان المولى عزّ وجل مساء ونهار بأنه أعطاهم إياك .. ودمعتك غالية وكل نفس تستنشقه لهو الحياة لهما .. فلا تكن شقوة الدهر عليهم بل رحمة بين أيديهم واحمد الله إنهما والداك
وتأكد في النهاية يا ولدي إن الرزّاق في البداية والختام هو مالك الأرزاق وليس عبيده الضعفاء فكن أقوى من أن تنحني من أجل الدنيا فتفقد كل شي .. فتموت بدل أن تحيا وأنت حيُّ ترزق ..وكن عبداً للجبار .. ولا تعبد الدينار .. تعش عزيزا حر الأحرار
فاطمة حسن
2/4/2011 م